-A +A
محمد الأهدل (جدة) ralahdal@
كنت أتفادى زيارة حراج الصواريخ (جنوبي جدة) يوم الجمعة من كل أسبوع هرباً من الازدحام الذي يشكله المتسوقون، فضلاً عن اختناقات السير في الطرق المؤدية إليه، لكن الوضع مساء اليوم (الجمعة) الـ20 من مارس 2020 كان مختلفاً بنسبة 180 درجة، فبعد أن كسرت العزل المنزلي الذي فرضته مع أسرتي توجهت إلى المجمع الذي يصنف من أكبر الأسواق الشعبية في الشرق الأوسط، لإرضاء فضولي وشغفي الصحافي ومعرفة حاله في ظل الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الجهات المختصة لمكافحة تفشي فايروس كورونا.

ورغم حالة الألم الذي اجتاحتني وأنا أرى السوق خالياً من أي كائن حي، سوى من عدد محدود من حراس الأمن، وبعض القطط التي تتحرك بين البسطات في حالة من التيه وكأنها مستغربة الوضع، إلا أني شعرت باطمئنان وراحة لتجاوب الجميع مع تعليمات الجهات المختصة، ما يعكس وعيهم بخطر الموقف وبذل الجهود لمحاصرة الوباء قبل أن يتفاقم وحتى يسهل القضاء عليه.


ما رأيته في حراج الصواريخ اليوم يؤكد مدى تفاؤل الجميع بقدرتنا على الخروج من الأزمة سريعاً، حتى وإن تكبدنا قليلاً من الخسائر الاقتصادية في ظل الركود الذي أصاب أسواقنا، إلا أن تفاعلنا مع تعليمات الجهات المختصة سيسهم في تجاوزنا الأزمة سريعاً، وعودة الحياة إلى المرافق الحيوية كافة، اقتصادية، وتعليمية، ورياضية ترفيهية، وسنخرج بأقل الخسائر.

لفت نظري رجال أمن يحرسون البسطات التي تدثرت بأغطية بلاستيكية في سوق الرحمانية ـ وهو جزء من حراج الصواريخ ـ اقتربت من أحدهم يدعى أحمد المهري، قال: «هناك تجاوب كبير من الباعة وإدارة السوق في تطبيق الإجراءات الاحترازية، فمنذ أن صدرت التعليمات التزم الجميع وغطى بسطته، وفضّل الالتزام بالبقاء في المنزل ريثما تنتهي الأزمة»؛ مشيراً إلى أن مهمتهم هي حراسة البسطات والسوق من ضعاف النفوس الذين قد يستغلون الظرف.

وأكد أن الوضع آمن ولم تُسجَّل أي تجاوزات، معرباً عن تفاؤله بالخروج من الأزمة سريعاً في ظل التزام الجميع وتطبيقهم تعليمات الجهات المختصة.

واتفق حارس الأمن محمد سالم مع زميله، لافتاً إلى أن العالم بأسره يعيش أزمة القت بظلالها على مناحي الحياة، مبيناً أننا لن نخرج منها سوى بتكاتف الجميع مع الجهات المختصة، والمكوث في المنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى.

وأضاف سالم: «كان حراج الصواريخ يوم الجمعة من كل أسبوع يغص بالمتسوقين، وبالكاد تجد لك فيه موطئ قدم، واليوم كما تراه خاوياً على عروشه، وأتوقع ألا يطول هذا الوضع في حال التزمنا بالتعليمات التي تصلنا من الجهات المسؤولة، ربما نخسر اقتصادياً بعض الشيء، لكن طالما أننا أصحاء سنعوض كل ما فقدناه، فالإنسان في نظر قيادتنا هو أغلى ثروة يجب الحفاظ عليه وحمايته من الخطر».